جميع المتصفحين للأنترنت صادفوا كلمة "فضيحة" مرتبطة بأحداث أو أشخاص أو مناطق، فتضطرهم لمعرفة تفاصيلها، وتستفزهم أحيانا للتأكد من حقيقتها، وقليل من زوار المواقع ينأى بنفسه عن الانسياق وراء حكايات وأحداث فضائحية، فهل ذاك اللهث وراء الفضائح وتفاصيلها لهث طبيعي وعادي، أم أنه يخفي دوافع ورغبات نفسية تحتاج إلى تحليل ودراسة وربما معالجة ؟
وهناك تساؤلات كثيرة، استحضرتها الآن عن الفضائح المرتبطة بالفنانين، والنجوم في جميع المجالات، والأشخاص العاديين، والسياسين، وأكثر الفضائح التي تنشر عنهم تكشف عن علاقات جنسية أو صور خليعة، فهل يمكن إعطاء مصداقية للمواقع التي تنشر تلك الفضائح؟ وما مدى التدمير السلبي الذي يلحقه نشر الفضائح بالأشخاص والعائلات والمناطق والمؤسسات والدول؟ وهل من حق المتصفحين الإطلاع على تلك الفضائح من باب قدسية الخبر وأهمية المعلومة في توجيه آرائهم واختيار سلوكياتهم...
ونحن في العالم العربي لو قمنا بإحصاء التتبع القوي لتلك الفضائح، لوجدنا نسبته تفوق بأضعاف نسبة متابعة الفضائح السياسية والاقتصادية التي تغرق فيها مجتمعاتنا منذ عقود كثيرة، والأدهى أن ما ينشر على الانترنت بشأنها قليل جدا، والتحليل بشأنه ضعيف، والبدائل في حاضرنا منعدمة، والأمر من مرارة كل ذلك أننا لم نسهم ولو بتعاليق مباشرة أو تدوينات معبرة عن واقعنا الذي يشكل أكبر فضيحة في تخلفه وتبعيته وضعفه وهوانه أمام دول تستغل ثرواته، وتستعبد شعوبه، وتتحكم في مستقبل أجياله...