آخر المجموعات
تحميل...

الانتخابات

الكلمة الأولى في بحوث المصريين في أواخر سنة 2010 على شبكة الانترنت هي الانتخابات، وقد انتشر البحث عن جميع ما يرتبط بها منذ الاستعداد لها، ومعرفة المرشحين فيها، وبرامج الأحزاب المتنافسة عليها، وكشف فضائحها، ومراحل التزوير والتلاعبات فيها، وما أسفرت عنه من نتائج تؤكد أن الأمة العربية بأجمعها موحدة في دولها ضد الديموقراطية، والتقدم ، والشورى، والحداثة، وضد القيم الأصيلة التي يفترض أن تكون حاملة لها في هذا العالم...
مصر بتعبير المصريين هي أم الدنيا، هي منبع الحضارة، والرائدة في العالم العربي، هي الموقع الجيوستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، وخط الدفاع الأول ضد الصهيونية، وهي الضمان الوحيد للإستقرار... ولن يكفيني مجلد واحد في تعداد مفاخر وأمجاد هذا البلد، والتي يدرسها المصريون، وسجلت في مسلسلاتهم وأفلامهم، وكانت شعارات جذابة لعدد من الشعوب العربية في فترات معينة من تاريخها...
ولكن حينما تتبع العالم باجمعه  وقائع وأحداث الانتخابات المصرية وعرف نتائجها، وشاهد في الفضائيات كيف يتغنى المصريون بالحزب الحاكم الوحيد وبسيادة الرئيس المصري، وعائلته في جمهورية تسير نحو ملكية متميزة، استيقظنا من أحلام وردية تحكى في حلقات المسلسات على واقع يشهد تصوير أعظم فيلم مأساوي ببلد مصر، وسيمثله المصريون أيضا في أسوأ مسرحية درامية أمام المتتبعين في العالم، وسيمتد عرض حلقات أحداث التخلف فيه كمسلسل لن ينتهي كما يبدو أما أنظار 80 مليون مصري و 300 مليون عربي، لازالوا يؤمنون بأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان...
فهنيئا لنا كلنا بفوز الحزب الوطني الحاكم بالأغلبية المطلقة لمجلس الشعب المصري، وهنئيا بالتربع على عرش جمهورية مملوكة يجدر بها أن تبني لرئيسها هرما يليق بفخامته، لأنه الوحيد والأوحد الذي لم يجد له المصريون طوال ثلاثين سنة من يكون بديلا له ليسير البلد، ولم يقتنعوا ببرنامج أي مرشح أو حزب أو هيئة فيه من العبقرية والرشد والحكمة والخبرة والتجربة كما بدت من حكم السيد حسني مبارك، والتي بوأت مصر هذه المكانة التي تحتلها في العالم، وجعلت من الشعب المصري الشعب رقم 1 في العالم العربي من حيث التقدم الفكري والثقافي، وتقلص الفقر، ونمو الاقتصاد والاكتفاء الذاتي والقرب من الانضمام للدول العشرين الغنية في العالم...
ويمكن للقارئ اللبيب والمتصفح الذكي عكس معاني بعض الفقرات التي دونتها ليجد بعد تدريب ممتع الواقع الذي نخجل من ذكره في عالمنا العربي ...