تحميل أو télécharger أو Download معنى واحد لكلمة يبدأ بها أغلب المتصفحين أبحاثهم على شبكة الانترنيت، وقد اكتشفت أن الإيرانين يحققون رقما قياسيا في استخدام هذه الكلمة، وتأتي في صدارة اتجاهات أبحاثهم، والواقع أن تطور الانترنيت وتعدد مزاياها وفوائدها يرتبط في الغالب بإمكانية التحميل منها، الذي يؤدي إلى سرعة تداول المعلومات والبرامج والكتب والمقالات، كما يؤدي إلى تعميم الاستفادة من كل ذلك والمساواة في الإطلاع على الجديد والاستفادة منه في حياة المتصفحين وفي تنمية أعمالهم أو خدماتهم...
وقد بدأ التحميل أساسا منذ عشرين سنة مرتبطا بالبرامج والتطبيقات البرمجية الخاصة بتشغيل الحواسيب، ووبتحسين واتقان العمل عليها، ثم انطلق المتصفحون والشركات في طلب أو عرض تحميل الصور والأفلام والأغاني، فانتعشت أسواق التحميل وربح منها العديدون أموالا يصعب تحديدها، ولقد تطورت في السنين الأخيرة برامج يمكنها تحميل المواقع بكاملها، مما يجعل المتصفحين متمكنين من الاستفادة من جميع معلومات تلك المواقع دون الحاجة إلى الارتباط بشبكة الانترنيت، وفعلا قمت بتحميل موقع أو موقعين منذ ثلاث سنوات، واندهشت حينما شاهدت الموقع بحذافيره على حاسوبي دون تكاليف الاتصال بشبكة الانترنيت...
وسيبقى عشقي للكتب هو المؤثر في اتجاهات التحميل لدي شخصيا، حيث أصبحت من المدمنين على تحميل الكتب التي تزخر بها مواقع متعددة، والحقيقة أن الكتب التي أحملها أو أسعى لتحميلها تكون عادة غير موجودة في المكتبات التي أرتادها بمدينتي، أو تكون مفقودة أو غالية الثمن،وأحيانا أقوم بتحميل كتب أحتاجها في أوقات معينة وتكون بعيدة عن مجالات اختصاصي أو اهتماماتي، كل ذلك يجعلني غير مقيد بالمبادئ التي أؤمن بها حول ضرورة احترام الملكية الفكرية لأصحاب الكتب ودور النشر، هذا فضلا عن الاختلاف الجذري بين قراءة الكتب على شاشة الحاسوب ومتعة تصفحها بين الأيدي...